| بنات المملكة | |
|
|
كاتب الموضوع | رسالة |
---|
sam مديرة المنتدى
عدد الرسائل : 534 الجاسوسه المفضله : سام - ليبرتي العمر : مرتاحه النقاط : 23894 تاريخ التسجيل : 17/08/2008
| موضوع: بنات المملكة الثلاثاء أغسطس 19, 2008 9:44 am | |
| [size=21][color:2593=#ff0000]عاشقة الجهاد[/color][/size][justify][size=16] تقول في رسالتها التي سطرتها بيدها، وقد قمت باختصارها لطولها مع المحافظة على بنية القصة الأساسية.. لقد كنت أسمع بها وأراها رمزاً رائعاً بل إنني وضعتها لهدفاً أتمنى أن أصل إليه.. أتدرون ما هي.. إنها " الشهـادة " .. ؟! القتل في ساحة المعركة .. عندما كنت أرى صور القتلى الذين نحسبهم بإذن الله شهداء .. كان داخلي يضج بالأفكار والخيالات والدعوات والابتهالات .. أتذكر ذات مرة عندما كنت في المرحلة الثانوية كنت مع إحدى الزميلات نتحدث ولعلك تعرفين ما يؤرق بنات هذه المرحلة، فكنا نتحدث عن فتى الأحلام .. فلما جاء دوري قلت لزميلتي: سأتكلم بشرط ألا تخبري أحداً بذلك.. وألا تضحكي عليَّ ساخرة .. قالت أحاول .. قلت أتمنى أن أتزوج شهيداً.. صرخت ضاحكة ثم قالت: أتريدين الخلاص منه قبل مجيئه ؟! كانت نفسي والله الذي لا إله إلا هو تتوّق دائماً إلى الجهاد والمعارك والشهادة على الرغم من كوني من أسرة صارمة نوعا ما .. في وسط لا يشجع هذه التوجهات، ولعله يراها من إضاعة الوقت أو التزمّت إلا أن هاجس هذه الأمور كان يعيش بداخلي.. قلبّت نظري في كثير من أشرطة الجهاد.. لا أخفيكم سراً أن الأمر جداً شاسع بين الحقيقة والصورة.. في الحقيقة خوف وظلام.. جوع وعطش.. برد وصقيع.. رصاص وقنابل وألغام.. أسر وتعذيب وتشويه.. هذا طريح وهذا جريح.. أما في الصورة فالأمر على خلاف ذلك .. مشاهد ومقاطع .. وحصيلة القتلى كذا والجرحى كذا ثم ينتهي كل شيء.. ومع ذلك كانت النفس وما زالت تتمنى الجهاد.. تحركها القارئ بصوته الرنّان وهو يتلو قول الله تعالى: ((وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُواْ بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلاَّ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ )) ( آل عمران:170،169) . والآخر أتأمل قوله وهو يترنّم : هذي بساتين الجنان تزينت *** للخاطبين فأين من يرتاد والآخر حين ينشد أمام صديقه المقتول:[/size][/justify] [center][size=16]فإن لم نلتقي في الأرض يوما *** وفرق بيننا كـأس المنـونِ فموعدنا غداً فـي دار خلـدٍ *** بها يحي الحنون مع الحنونِ[/size][/center] [justify][size=16]هل أحسستم الآن بمعنى ما أتكلم عنه.. وهل أدركتم نوع الشعور الذي اجتاح نفسي..تعالوا الآن لأحدثكم عن شيء في نظري، قد يساوي حجم ما ذكرت.. وتعب ما أسلفت.. ومشقة ما وصفت.. ولذة ما تخيلت.. وعاقبة ما تعلمون وقد علمتم.. إن الحياة كلها ساحة للجهاد.. إن حياتنا كلها هي ميدان القتال.. أليس كذلك .. أو ليس أعدائنا كثر ؟![/size][/justify] [center][size=16]إبليس والدنيا ونفسي والهوى *** ما حيلتي وكلهم أعدائي[/size][/center] [justify][size=16]تعالوا معي لنعيش بروح المجاهد ونفسه، بل لنكن هو بشحمه ولحمه.. مع إطلالة كل فجرٍ نعمل كما يعمل المجاهد .. نغتسل .. نتحنط .. نخرج ونضع في أذهاننا أننا قد لا نعود.. دعونا ننقل كل أمور حياتنا إلى ساحات الجهاد حتى مصطلحاتنا وكلماتنا.. أردت أن أقوم بعمل دعوي قوبلت بالرفض .. هذا جبل اعترض طريقي كيف سأتجاوزه.. أقفز فوقه باستخدام طائرة أو أحاول صعوده وإن شق.. عدّتي فوق ظهري .. حمل ثقيل .. لكن سوف أصعد.. نعم بإذن الله سوف أصعد.. أردت أن أقوم بعمل.. قوبلت بردة فعل معاكسة .. هذه رصاصة موجهة .. كيف أتقيها ؟! إن كان بإمكاني لأضرب يدها قبل أن ترميني فعلت.. وإن لم لأخفض رأسي قليلاً.. كيف.. أتجاوز.. أصفح .. أبلعها.. أردنا أن نشن حملة في الطائرات لتوزيع بعض المعونات الروحية الضرورية.. قوبلنا بالدبابات المضادة للطائرات.. رُفضت الفكرة .. جلسنا.. لا يأس.. لنحاول أن نتصدى للقنابل ونتجاوز ذلك.. إن لم نفعل ذلك لنخفف قليلاً من سرعة الطيران حتى نعرف من أين نُقذف.. إن لم يحصل ذلك لنغير اتجاه الطائرات بدل أن يكون باتجاه العاصمة فليكن إلى أهم المدن أو إحداها.. الغرض أن تتحقق الطائرات هدفها وتوصل حمولتها إلى من ينتظرها بل وفي أشد التعطش لها.. منذ دخلنا هذه الجبهة والقذائف تنهال علينا والرصاصات موجهة إلينا.. والذي نفوس الخلائق بيده أن هذا لن يضعف هممنا بل على العكس من ذلك.. كلما زادت زدنا.. ثم إن مما يدفع هممنا اليقين بتلك المعاملة التي نحن نطبق بنودها.. معاملة مع رب كريم.. يُدخل في السهم الواحد الثلاثة إلى الجنة.. إن هذا يدفعنا أن نكون جميعاً جنود جبهة واحدة.. كلنا نهبُّ يداً واحدة.. ومن يتخلف عنا لن نقول له إلا ما علمنا عليه إلا خيرا ولكننا سنذكره بأن الله فضل المجاهدين على القاعدين درجة.. لن نغتر يوماً بكثرة بإذن الله.. حين يُنادى يا خيل الله اركبي .. حي على الجهاد.. هي إلى العمل.. هيا إلى طلب العلم .. هيا إلى التناصح .. هيا إلى العمل الدعوي.. سنهب كلنا سنهب حتى لو كانت بيد إحدانا ما تتزود به.. ستأكل ثم تأكل أخرى ثم تنظر إليها وتقول: إنها لحياة طويلة إن بقيت حتى آكلها.. وترمي بها ثم تمضي .. أأضل أكتب أم فهمتم ما أعني.. إنها لذة العيش باحتساب.. لذة الجهاد والمجاهدة.. اللذة التي تقود إلى لذة أروع: (( وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا )) (العنكبوت:69). إلى أن تقول في نهاية قصتها: ما زال قلمي يريد التدفق ليتحدث عن الجهاد.. ولكن حان الآن وقت العمل فلعلّي أعود إليكم يا من عشتم معي حقيقةً.. أعود مرة أخرى قريباً لأنقل لكم بعض ما يجري في الساحات أي في ساحات الوغى.. انتهت قصتها .. وفقها الله تعالى.
تعليق: بقي أن تعلمي أختي الكريمة أن هذه الفتاة ليست بطالبة في كلية شرعية بل هي طالبة في كلية علمية .. بل تعيش مع ذلك في بيت يعج بالملاهي والمنكرات .. ولكن رؤيا فيها رؤى حسنة فقد رئيت كأنها على فرس وعليها ثياب بيض فعبّرها أحد الذين يجيدون تعبير الرؤى فقال : هذه يُكتب لها الشهادة بإذن الله وإن لم تطأ رجلها أرض الجهاد .. لا أقول ذلك فتنة لصاحبة القصة .. بل أقول لها الأعمال بالخواتيم .. وصدق النبي صلى الله عليه وسلم حيث قال: (( من سأل الله الشهادة بصدق بلّغه الله منازل الشهداء وإن مات على فراشه )). لقد فهمت هذه الفتاة للجهاد .. في وقت غابت فيه عن كثير من الناس معاني الجهاد وحقيقة الجهاد !! [/size][/justify] [hr][center] [size=21][color:2593=#ff0000]2 خنساء هذا العصر[/color][/size][size=16][1] [/size][/center] [justify][size=16]سافرت إلى مدينة جدة في مهمة رسمية .. وفي الطريق فوجئت بحادث سيارة .. يبدو أنه وقع لحينه .. كنت أول من وصل إليه .. أوقفت سيارتي واندفعت مسرعاً إلى السيارة المصطدمة .. تحسستها في حذر .. نظرت إلى داخلها .. حدّقتُ النظر .. خفقات قلبي تنبض بشدة .. ارتعشت يداي .. تسمَّرت قدماي .. خنقتني العبرة .. ترقرقت عيناي بالدموع .. ثم أجهشت بالبكاء .. منظر عجيب .. وصورة تبعث الشجن .. كان قائد السيارة ملقىً على مقودها .. جثة هامدة .. وقد شبص بصره إلى السماء .. رافعاً سبابته .. وقد أفتر ثغره عن ابتسامة جميلة .. ووجهه تحيط به لحية كثيفة .. كأنه الشمس في ضحاها .. والبدر في سناه .. العجيب .. أن طفلته الصغيرة كانت ملقاة على ظهره .. محيطة بيديها على عنقه .. ولقد لفظت أنفاسها وودعت الحياة .. لا إله إلا الله .. لم أر ميتة كمثل هذه الميتة .. طهر وسكينة ووقار .. صورته وقد أشرقت شمس الاستقامة على محياه .. منظر سبابته التي ماتت توحّد الله .. جمال ابتسامته التي فارق بها الحياة .. حلّقت بي بعيداً بعيداً .. تفكرت في هذه الخاتمة الحسنة .. ازدحمت الأفكار في رأسي .. سؤال يتردد صداه في أعماقي .. يطرق بشدة .. كيف سيكون رحيلي !! .. على أي حال ستكون خاتمتي ؟! يطرق بشدة .. يمزّق حجب الغفلة .. تنهمر دموع الخشية .. ويعلو صوت النحيب .. من رآني هناك ضن أني أعرف الرجل .. أو أن لي به قرابة .. كنت أبكي بكاء الثكلى .. لم أكن أشعر بمن حولي !! .. ازداد عجبي .. حين انساب صوتها يحمل برودة اليقين .. لامس سمعي وردَّني إلى شعوري .. يا أخي لا تبك عليه إنه رجل صالح .. هيا هيا .. أخرجنا من هناك وجزاك الله خيرا إلتفتُ إليها فإذا امرأة تقبع في المقعدة الخلفية من السيارة .. تضم إلى صدرها طفلين صغيرين لم يُمسا بسوء ، ولم يصابا بأذى .. كانت شامخة في حجابها شموخ الجبال .. هادئة في مصابها منذ أن حدث لهم الحدث !! لا بكاء ولا صياح و لا عويل .. أخرجناهم جميعاً من السيارة .. من رآني ورآها ضن أني صاحب المصيبة دونها .. قالت لنا وهي تتفقد حجابها وتستكمل حشمتها .. في ثباتٍ راضٍ بقضاء الله وقدره " لو سمحتم أحضروا زوجي وطفلتي إلى أقرب مستشفى .. وسارعوا في إجراءات الغسل والدفن .. واحملوني وطفليَّ إلى منزلنا جزاكم الله خير الجزاء " .. بادر بعض المحسنين إلى حمل الرجل وطفلته إلى أقرب مستشفى .. ومن ثم إلى أقرب مقبرة بعد إخبار ذويهم .. وأما هي فلقد عرضنا عليها أن تركب مع أحدنا إلى منزلها .. فردّت في حياء وثبات " لا والله .. لا أركب إلا في سيارة فيها نساء " .. ثم انزوت عنا جانباً .. وقد أمسكت بطفليها الصغيرين .. ريثما نجلب بغيتها .. وتتحقق أمنيتها .. استجبنا لرغبتها .. وأكبرنا موقفها .. مرَّ الوقت طويلاً .. ونحن ننتظر على تلك الحال العصيبة .. في تلك الأرض الخلاء .. وهي ثابتة ثبات الجبال .. ساعتان كاملتان .. حتى مرّت بنا سيارة فيها رجل وأسرته .. أوقفناهم .. أخبرناه خبر هذه المرأة .. وسألناه أن يحملها إلى منزلها .. فلم يمانع .. عدت إلى سيارتي .. وأنا أعجبُ من هذا الثبات العظيم .. ثبات الرجل على دينه واستقامته في آخر لحظات الحياة .. وأول طريق الآخرة .. وثبات المرأة على حجابها وعفافها في أصعب المواقف .. وأحلك الظروف .. ثم صبرها صبر الجبال .. إنه الإيمان .. إنه الإيمان .. {يُثَبِّتُ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللّهُ مَا يَشَاءُ } إبراهيم27
تعليق : الله أكبر .. هل نفروا في هذه المرأة صبرها وثباتها .. أم نفروا فيها حشمتها وعفافها .. والله لقد جمعت هذه المرأة المجد من أطرافه .. إنه موقف يعجز عنه أشداء الرجال .. ولكنه نور الإيمان واليقين .. أي ثباتٍ .. وأي صبرٍ .. وأي يقين أعظم من هذا !!! وإنني لأرجو أن يتحقق فيها قول الله تعالى : { وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ * أُولَـئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَـئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ }البقرة156 [/size][/justify] [hr][center] [size=21][color:2593=#ff0000]3 دحداحة هذه الأمة[/color][/size][/center] [justify][size=16] هي قصة لامرأة تملك منزلاً فسيحاً .. لكن قلبها قد تعلق بمنازل الآخرة وهذا هو ما يؤكده موقفها .. فقد أرّقها ما تعانيه دار القرآن الكريم في حيّها .. لكون هذه الدار في مدرسة للبنات مما يتعذر معه استعمال كافة مراحل المدرسة .. فما كان منها إلا وأن تبرعت بمنزلها وقفاً على دار تحفيظ القرآن الكريم .. لقد كان هذا البيت يمثل لها مصدر رزق كانت تقوم بتأجيره والاستفادة من ثمنه للإنفاق على نفسها وعلى غيرها .. والذي نفسي بيده لقد تصورت موقفها .. فتذكرت حينها أبا الدحداح في قصته المشهورة كما في حديث أنس الذي رواه الإمام أحمد أن رجلاً قال : يا رسول الله إن لفلان نخلةُ وإني أقيم حائطي بها فأْمُرْه أن يعطيني تلك النخلة حتى أقيم حائطي بها ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " أعطه إياها بنخلة في الجنة " ، فأبى ذلك الرجل ، قال : فأتاه أبو الدحداح رضي الله عنه فقال : بعني نخلتك بحائطي ، قال : ففعل ذلك الرجل ، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله ابتعت النخلة بحائطي فاجعلها له ( أي لذلك الرجل الذي يريد أن يقيم حائطه عليها ) فقد أعطيتُكَها يا رسول الله ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : "كم من عذق رداح لأبي الدحداح في الجنة "! ، قال : فأتى امرأته فقال : يا أم الدحداح اخرجي من الحائط فإني بعته بنخلة في الجنة ، فقالت " ربح البيع " أو كلمة تشبه هذه .. والله لا نملك إلا أن نقول حسن ظنٍ بالله تعالى .. ربح البيع أيتها المرأة الصالحة نحسبك كذلك ولا نزكي على الله أحدا . [/size][/justify] [hr][center] [size=21][color:2593=#ff0000]4 لا أدري ما الله صانع بي ![/color][/size][/center] [justify][size=16] في يوم من الأيام .. كنت جاسا في مكتبي .. فإذا بظرف يحمل إلي .. فتساءلت : يا ترى ما بداخل هذا الظرف ؟ أهي مشكلة لأسرة فقيرة ؟ أم بحث علمي ؟ فقلت لعي أفتح الظرف ليتبين لي ما بداخله وأقطع تلك الأفكار والهواجس .. فلما فتحت الظرف فإذا بعيني تقع على ذهب ومجوهرات .. ثم شاهدت معها رسالة مغلقة .. فسارعت بقراءة ما بداخلها .. لأتعرف على سر الذهب والمجوهرات .. فإذا بامرأة توصيني بإيصاله إلى جهات خيرية لتتولى توزيعه على مستحقيه في مشارق الأرض ومغاربها .. ثم تقول بعد ذلك : كغيري من الفتيات كنت أنتظر زوجاً يطرق بابنا .. وهذا هو ما حصل ثم تزوجت ولكن الله تعالى لم يقدر لي هذا الزواج أن يستمر .. والحمد لله على كل حال .. لا أملك والله من حطام الدنيا إلا هذا .. لا أدري ما الله ما صانع بي بعد ذلك .. ولا يقدر الله لعبده إلا خيرا .. تأملت حال أخواتي المسلمات.. وما يتعرضن له من فتنة في الدين .. وهتك في الأعراض .. وصدٍ عن سبيل الله .. فحمدت الله على ما أنا فيه من خير وعافية .. وهاهو ما أملكه بل هو كل شيء وأرجو الله تعالى أن يخلف علي خيرا ..
تعليق : قلت أسأل الله تعالى أن يفرج كربتكِ ، وأن يجعل لكِ من كل ضيق مخرجا وأن يخلف عليكِ ما أنفقتِ ... [/size][/justify] [hr] | |
|
| |
sam مديرة المنتدى
عدد الرسائل : 534 الجاسوسه المفضله : سام - ليبرتي العمر : مرتاحه النقاط : 23894 تاريخ التسجيل : 17/08/2008
| موضوع: رد: بنات المملكة الثلاثاء أغسطس 19, 2008 9:44 am | |
| [center] [size=21][color:928f=#ff0000]10 حكايتي مع الصدقة[/color][/size][/center] [justify][size=16] كنت أرى زمن الماديات قد طغى فتملكني اليأس ، حتى جاءتني هذه القصة فانبعث في الأمل ، روعة هذه القصة في بساطتها ، لا تظن أن صاحبة هذه القصة تملك الملايين ، كلا ، جمال هذه القصة بإيثار هذه الفتاة ، والله لقد تذكرت وأنا أقرأ هذه القصة ، موقف عائشة أم المؤمنين رضي الله تعالى عنها ، حينما أنفقت في يوم واحد ألف درهم وهي صائمة ، فقالت لها خادمتها : لو أبقيتِ لنا ما نفطر به اليوم ، فقالت عائشة رضي الله تعالى عنها : " لو ذكرتني لفعلت " .. ولعلي لا أطيل عليكم لأترككم مع قصة هذه الفتاة حيث تقول : اسمعوني ولا تعجبوا ، فلي مع الصدقة شأنٌ عجيب ، إنني أعيش معها حياة الراحة واللذة والسعادة ، كم أحبها ، لا أعلم شيئاً يأنس الإنسان بتفريقه إلا الصدقة ، فأنسنا معشر الناس في الجمع لا التفريق لكنني مع الصدقة أجد الأمر بخلاف ذلك ، أنا لستُ بصاحبة أرصدة في البنوك ، وأسرتي ليست بذات الثراء ، حتى تسد حاجتي ، نعم ، أنا طالبة في الكلية ، قد تتعجبون لتقول بعد هذه المقدمة ، من أين لكِ المال ؟! لأقول لكم : إنها مكافأة الكلية على قلتها ، فأنا بحاجة إلى ما تحتاجه كل فتاة من ملابس ، ومذكرات ومصروف يومي ، وغير ذلك من متطلبات الفتاة ، إلا أن حبي للصدقة نحر كل رغبات الحياة ، نعم في نهاية كل شهر أنتظر هذه المكافأة على أحر من الجمر ، لدي قائمة لأسماء بعض الأسر الفقيرة ، أقتسم أنا وإياهم هذه المكافأة ، نعم ، والله لقد كنتُ أقتفي أخبار اليتامى والمساكين ، كما يقتفي العطشان أثر الماء ، والذي نفوس الخلائق بيده ، إنني لا أملك نفسي إذا جاءني مسكين يمد يده ، أشعر حينها باضطراب حتى أسد خلته ، لقد استلفتُ في يوم من الأيام مبلغاً من المال ، لأسدد أجار منزل أسرة فقيرة ، وما كنت أعلم أن ورائي سوى هذه المكافأة ، في يوم من الأيام جاءتني مسكينة تمد يدها ، فلم أجد ما أعطيها إياه ، ضاقت علي الأرض بما رحبت ، لجأتُ إلى ربي قائلة : يا الله ، قلبتُ نظري في سيرة القدوة والأسوة محمد بن عبد الله على أفضل الصلاة وأتم التسليم ،فإذا في سيرته أنه كان إذا عرض له محتاج آثره على نفسه ، تارةً بطعامه ، وتارةً بلباسه ، وحينما وصلتً إلى هذا الحد ، تذكرتً ثوباً متواضعاً كنتً قد قمتً بتجهيزه لزواجِ أخي ، فسارعت إلى بيعه ثم قمتُ بدفع ثمنه كاملا لهذه السائلة ، كنتُ أعلم أن من سيرته عليه الصلاة والسلام ، أنه ربما نزع رداءه وتصدق به ، تمنيتُ حينها أن لو كنتُ ارتديتُ هذا الثوب ، لأنزعه لهذه المسكينة حتى تكتمل صورة الاقتداء ، عمدتُ بعد ذالك إلى ثوبٍ من ثيابي السابقة ، ولبسته في زواج أخي ، وكنتُ أنظر إلى الفتياتِ في الحفل وأقول : آه لوظفرتِ بثوبٍ من هذه الثياب ، لا لأرتديه ، ولكن ، حتى أبيعه وأتصدق بثمنه ، لقد كنتُ أستلم مصروفي اليومي من والدي ، ثم أختلس لقيمات من إفطار البيت وآكلها ، ثم أتصدق بمصروفي ، ولا أذكر أنني تخلفتُ عن ذالك يوماً واحدا ، أقسمُ لكم بالله أني أجدُ لذةٍ لذالك لا تعادلها لذّة .. هذه هي حياتي مع الصدقة ، فأين أنتم يا أرباب الأموال ؟! جربوا هذا الطريق حينها ستجدون سعادةً هي أعظم من سعادة كثرة المال ... تعليق : بارك الله في مالكِ أيتها الفتاة الصالحة ، وأخلف عليكِ ما أنفقتِ ، وإنني أذكر نفسي وإخواني بحديث المصطفى عليه الصلاة والسلام الذي يقول فيه : ( ما من يومٍ يصبح به العباد إلا وملكانِ ينزلان فيقول أحدهما : اللهم أعطِ منفقاً خلفا ، ويقول الآخر : اللهم أعطِ ممسكاً تلفا ) رواه البخاري من حديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنه ... [/size][/justify] [hr][center] [size=21][color:928f=#ff0000]11 ففيهما فجاهد[/color][/size][/center] [justify][size=16] رأى ابن عمر رضي الله عنهما رجلاً قد حمل أمه على رقبته ، وهو يطوف بها حول الكعبة ، فقال : يا ابن عمر أتراني جازيتها ؟! قال : ولا بطلقةٍ واحدةٍ من طلقاتها ، ولكن قد أحسنت والله يثيبكَ على القليلِ كثيرا ... ليس بكثيرٍ بر الولد بوالديه ، ولكننا في زمنٍ قلّ فيه الوفاء ، فكم وكم نسمع من تنكر لكثير من الأبناء لوالديهم ، ولكن قصة فتاتنا هذه تعيدُ لنا الأمل ، وفي الأمة خيرٌ كثيرٌ بحمد الله تعالى ، هي قصة فتاة تعيش مع عائلةٍ قوامها الأم والأب والأخ وثلاث بنات هي إحداهن ، تزوجت البنات الثلاث ، ولكن بعد فترة طلقت واحدة منهن ، ولعلّ الله تعالى أراد بها خيرا ، قدّر الله بعد ذلك وفاة الأخ ، ثم تبعه الأب ، ولم يبقى في البيتِ سوى الأم وهذه البنت المطلقة ، هنا يبدأ الامتحان ، تقدم رجل لخطبة هذه الفتاة ، فوافقت بشرطِ أن تبقى مع أمها ، وأن يأتيها في يومها في بيتِ والدتها ، وافقَ على ذلك وتم الزواج ، فقامت هذه البنت على خدمة والدتها ، من تهيئة الطعام والشراب وغسيل ملابسها ، وما يتبع ذلك ، كانت تقول : أجد لذة وأنساً وسعادةً في ذلك ، كيف لا وطعامي ضرعها ، وبيتي حجرها ، ومركبي في صباي يداها وصدرها وظهرها ، أحاطتني ورعتني ، كانت تجوع لأشبع ، وتسهر لأنام ، كانت بي رحيمة ، وبي شفيقة ، كانت تميطُ عني الأذى ، أول من عرفتُ هو اسمها ، كنتُ أحسبُ كل الخير عندها ، وكنت أظن أن الشر لا يصل إلي إذا ضمتني إلى صدرها ، أو لحظتني بعينها ، يا إلهي ، هل أقدر بعد ذالك على رد دينها ؟! كنتُ أقول في نفسي : آهٍ لقساة القلوب الذين تنكروا لآبائهم وأمهاتهم ، كبرت والدتي كما تقول هذه الفتاة ، وكانت لا تعرف الأوقات ، فكنتُ آتيها بسجادتها ، وأخبرها بدخول الوقت ، ثم أجلس أرقب صلاتها لأصحح لها أخطاءها حتى تنتهي ، أصبحت أمي بعد ذالك لا تقدر على الحركة ، فكنت أحملها وأقوم بتنظيفها وإزالة الأذى عنها ، بعدما أصبحت لا تمسك البول والغائط ، أفعلُ كل ذالك بحمد الله تعالى بنفسٍ راضيةٍ مطمئنة ، مع معاناتي لآلام الحملِ وأوجاعه ، كنت أقول في نفسي : هو دينٌ أقوم بسداده ، وكنت أشتري لها ما تحتاجه عن طريق رجلٍ ثم أقوم بعد ذالك بسداده متى ما توفر المال ، فالحال لا يعلمها إلا الله تعالى ، دامت أمي على هذه الحال سبع سنوات حتى توفاها الله تعالى ، قامت أختاي لإخراجي من المنزل لبيعه ، ولكن الله تعالى سخر لي هذا الرجل ، فاشترى لي مسكناً ، وقد رزقتُ منه بابنين أحمد الله تعالى على أن رزقني برهما ، فقد تفوقا في دراستهما ، والتحقا بحلق تحفيظ القرآن الكريم ، فهما من الشباب الصالحين ، وأصبحا يتناوبان على الذهاب بي إلى بيت الله الحرام ، وفوق ذالك ، رزقني الله تعالى محبة الناس ، وأحسبُ أن ذالك من بركة بري بوالدتي . فهل سمعتم بقصتي يا من تنكرتم لفضلِ والديكم ؟! كنتُ والله الذي لا إله إلا هو أرى الجنة تحت قدميها ، ما كنتُ أرى لي بكبير عملٍ أطمع بسببه دخولي الجنة غير هذا ، مع أنني بحمد الله تعالى ، فتاة ملتزمة ، ولما لا ؟! أليست الجنة تحت أقدام الأمهات ، كما أخبر بذالك الصادق المصدوق عليه الصلاة والسلام ، نعم ، لقد بكيت والله بكاءً مراً حال وفاتها ، ليس جزعاً من قضاء الله وقدره ، ولكن كنتُ أتأمل قصة الحارث الأكلبي لما بكى في جنازة أمه ، فقيل له تبكي ؟ قال : ولمَ لا أبكي وقد أغلق عني باباً من أبواب الجنة " إنني أبعثها لكم رسالة أيها الأبناء : بروا آباءكم وأمهاتكم ، وستجدون الأنس والسعادة التي وجدتها ، ولكنني فقدتها بوفاة والدتي رحمها الله تعالى ، والتي أرى أنها آخر معقلٍ من معاقل السعادة فقد هوى من بين يدي ، ما أسعدكم يا من تعيشون بين ظهراني والديكم ، وأنتم بهم بررة ، وما أقساكم يا من تملكون القصور والدور وآبائكم وأمهاتكم في دور العجزة يأوون ويسكنون ، آهٍ لو أستطيع أن أظفر بأحد هؤلاء ، الذين يقطنون دور العجزة لأستجلب سعادة طارت من بين يدي . يا قوم : ما أحسبُ أنه فاتني من بر والدي إلا ما كان من حجر ابن الأجبر يصنع مع أمه ، فقد كان يلمس فراش أمه بيده فيتهم غلظَ يده ، فيتقلب عليه على ظهره فإذا أمن أن يكون عليه شيء أضجعها ، كنتُ أتمنى لو قرأتُ هذا قبل وفاة أمي ، لصنعت ذلك معها ولكن عزائي أنني ما زلتُ بوالدي بارة ، حتى بعد وفاتهما ، فأنا أدع لهما وأتصدق عنهما ، وأصلُ أحبابهما وعسى الله أن يعفو عني . تعليق : ما أجمل صنيعكِ أيتها الفتاة ، وإني لأذكر قصتك لأرسلها رسالة مطلب للقيام بحق الوالدين وهي رسالة عتب لمن قصروا في حقوق الآباء والأمهات ، ولنقول لهم على إثر ذالك : الدين مردود ، وإنكَ لا تجني من الشوك العنب ... [/size][/justify] [hr][center] [size=21][color:928f=#ff0000]12 هذه هي الصابرة[/color][/size][/center] [justify][size=16] الكلام عن الصبر يطيب ، كيف لا وهو يبين لنا من خلاله معادن الناسِ ، وقوة إيمانهم ، وصبرهم ورضاهم بما قسمه الله وقدره .[/size][/justify] [center][size=16]ولما رأيتُ الدهر يؤذن صرفه *** بتفريق ما بيني وبين الحبائب رجعتُ إلى نفسي فوطنتها على *** ركوبِ جميل الصبر عند النوائب ومن صحب الدنيا على سوء فعلها *** فأيامه محفوفة بالمصائب فخذ خلسةً من كل يوم تعيشه *** وكن حذراً من كامنات العواقب[/size][/center] [justify][size=16]والله لو نطق الصبر لقال : هذه هي الصابرة ... لطالما وصفت المرأة بالجزع والهلع ، لكن مع الإيمان ينتقل ذلك إلى صبرٍ ورضا ، امرأتنا هذه ، لها مع الصبرِ شأن عجيب ، تقول إحدى الأخوات في رسالتها : هي قصة لامرأة وقفت على فصولها ، هذه المرأة تزوجت ، وانتظرت أكثر من عشرين عاماً ، تنتظر على إثر ذلك ريحانةً لقلبها ، تنتظر مولوداً يشنف سمعها بلفظ الأمومة ، ولكن ، لم يقدر الله تعالى لها من ذلك الزوج أولاداً ، طلبت الانفصال عن هذا الزوج ، ، مع حبها الشديد له ، لكن عاطفة الأمومة لديها سيالة ، انفصلت عن زوجها وتزوجت بآخر ، فوهبها المنعم المتفضل بعد طول مدةٍ مولوداً ذكرا ، وفي أثناء حملها ، طلقها هذا الرجل ، فوضعت حينها قرة عينها ، بعد طول ترقب وانتظار ، وحينها تقدم لها الكثير من الخطاب ، ولكنها رفضتهم جميعاً لتربي ولدها ، عكفت على تربيته ، لقد علقت فيه آمالها ، ورأت فيه بهجة الدنيا وزينتها ، انصرفت إلى خدمته في ليلها ونهارها ، غذته بصحتها ، ونمته بهزالها ، وقوته بضعفها ، كانت تخاف عليه من رقة النسيم ، وطنين الذباب ، كانت تؤثره على نفسها بالغذاء والراحة ، أصبح هذا الولد قلبها النابض ، تعيش معه وتأكل معه ، وتشرب معه ، تؤنسه ، تمازحه ، تنتظره وتودعه ، حين يذهب في المجالس وبين الأقارب يحلوا لها الحديث بطرائفه ونوادره ، تهب البشائر والأعطيات لكل من يبشرها بنجاحه أو قدومه من سفره ، ولما لا وهو وحيدها وثمرة فؤادها . تعد الأيام والشهور لترى فلذة كبدها يكبر رويداً رويدا .. كبر ذالك الطفل ، وأصبح شاباً يافعا ، واستوى عوده ، واشتد عظمه ، كانت تقف أمامه مزهوة شامخة ، كانت تجاهد على إعانته على الطاعة ، كيف لا ، وهي كما تقول الأخت : عرفت منذ الصغر بطول قيامها وتهجدها ، لا تدخل مجلساً إلا وتذكر الله وتنهى فيه عن فحش القول أو البذاءة ، وهي مع ذلك من أهل الصلاة والصدقة ، لطالما تاقت نفسها أن تسمع صوت وحيدها يؤم المصلين في المسجد الحرام ، لكم تمنت أن يجعل الله له شأن يعز به دينه ، لقد كانت كثيراً ما تختلي بنفسها في أوقات الإجابة تدعو ربها ، وكم كان اسمه يسيطر على دعائها . لا تنامُ إلا بعد أن ينام ، ثم تقوم مرة أخرى وتدخل عليه لتعيد غطاءه ، وتصلح حاله ، تفعل ذلك في الليلة الواحدة أكثر من مرة . الله أكبر ، مبلغ الحنانِ ومنتهاه ! أحسبُ أنكم تقولون كفى ، فقد أبلغتِ في الوصف والثناء ، لستِ والله بمبالغة ، فهذه حالها مع ولدها . عزمت على تزويجه ، لترى ولده وحفيدها ، بدأت تبحث له عن عروس ، ثم سعت إلى تقسيم منزلها إلى قسمين ، العلوي له ، والسفلي لها ، دخلت عليه في يوم من الأيام كالعادة ، نادته لم يرد عليها ، خفق قلبها ، رفعت يده فسقطت من يدها ، هزته بقوة ، لم يتحرك ، بادرت بالاتصال على قريب لها ، حضر على عجل ، فحمله إلى المستشفى ، أحست أن في الأمر شيئا ، لكنها على أمل ، فماذا عملت ، لقد كان من أمرها عجبا !! توضأت ثم يممت شطر سجادتها ، وسألت ربها أن يختار لها الخيرة المباركة ، وصلت ، وبعد سويعات ، وإذا وحيدها قد مات ، نعم ، بعد أربعين سنة ، عشرون سنة ترقبه ، وأخرى مثلها تربيه ، ضاع ذالك في لحظة واحدة ، وما كان منها حينما بلغها الخبر ، إلا أن قالت : وحيدي مات ، ثم استرجعت ، ثم رددت كثيرا : الحمد لله ، الحمد لله ، الحمد لله.. ، تقولها بثبات وصبر ، لم تندب ولم تصرخ ، ولم تشق جيباً أو تلطم خدا . هذه هي ثمرة الإيمان تظهر في أشد المواقف وأصعبها وأحلكها ، كان وقع الصدمة شديداً على كل من عرف ، بعض قريباتها يبكين أمامها ليس لفقد الولد ، ولكن رأفةً بحالها ، كانت تنهاهن بحزم وهدوء ، وتقول بلهجتها : ما هذا الخبال ، ربي أعطاني إياه ، أنا راضية والحمد لله أنها لم تكن في ديني . لله أكبر ، لقد ضربت أروع الأمثلة في الصبر والرضا ، إلا أن بعض النفوس الضعيفة ، من اللاتي يجهلن التسليم والرضا بالقدر ، لم يستوعبن موقفها ، فمن قائلة : لعلها أصيبت بحالة نفسية ، ومن قائلةٍ : هي ذاهلة ولم تستوعب بعدُ وفاته ، وفي تلك الليلة التي مات فيها فلذة كبدها ، حان وقت طعام العشاء ، فكان من أمرها عجبا ، امتنع الكثير عن تناوله ، أما هي فقد مدت يدها إلى الطعام وهي تقول : والله ليس لي رغبة فيه ، ولكني مددتُ يدي رضا بقضاء الله وقدره . الله أكبر ، ما أعظم موقفها ، لقد كانت تشعر بالحرقة ، لكن على سجادتها بين يدي ربها تناجيه وتدعو لوليدها ، نعم ، فقدت فلذة كبدها ، لكنها في الوقت نفسه المؤمنة الراضية ، لقد حول صبرها ورضاها مع حسن ظنها بالله تعالى حول هذه المحنة إلى منحة ، حينها يكون لها حسن العقبى في الدارين بإذن الله " تعليق : أما أنا فأردتُ أن أعلق على موقف هذه الصابرة فأعيتني الحيلة ، فتركتُ لكم هذه القصة على سجيتها ، لتتأملوها وتستلهموا منها العبرة والعظة ... [/size][/justify] [hr] | |
|
| |
sam مديرة المنتدى
عدد الرسائل : 534 الجاسوسه المفضله : سام - ليبرتي العمر : مرتاحه النقاط : 23894 تاريخ التسجيل : 17/08/2008
| موضوع: رد: بنات المملكة الثلاثاء أغسطس 19, 2008 9:45 am | |
| [size=21][color:3527=#ff0000]أترجة البيت[/color][/size][justify][size=16] ورد في حديث أبي موسى الأشعري رضي الله تعالى عنه ، أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال : ( المؤمن الذي يقرأ القرآن ويعمل به كالأترجة ، طعمها طيب وريحها طيب ، والمؤمن الذي لا يقرأ القرآن ويعمل به كالتمرة طعمها طيب ولا ريح لها ، ومثل المنافق الذي يقرأ القرآن كالريحانة ريحها طيب وطعمها مر ، ومثل المنافق الذي لا يقرأ القرآن كالحنظلة ليس لها ريح و طعمها مر ) رواه البخاري ومسلم .. ألا ما أروع الفتاة حين تكون مع القرآن قراءةً وتدبراً وعملا !! أترجة البيت ... هذه لها مع القرآن شأن عجيب . لنقرأ سوياً رسالتها والتي توجهها إلى الفتيات وقد عنونت لها بقولها : ( أتريدين لؤلؤاً .. اغطسي في البحر ) تقول هذه الأخت : استعذبت يوماً الحديث عن كتاب الله فجلست أقطف زهيرات لها رحيق ، قصصاً أستنشقها ، ولأهديها لمن تاقت نفسها لحفظ كتاب الله تعالى ، وتعلمه والاشتغال به ، نعم والله ، استعذبت حديثاً عمن فاقت عذوبة ألفاظه وبديع نظمه ، امرأَ القيس إذا ركب ، وزهيراً إذا رغب ، والأعشى إذا طرب ، والنابغة إذا رهب ، تدور نفسكِ مع وعدٍ ووعيد ، وتخويف وتهديد ، وتهذيب وتأديب ، بل وإخبارٍ بمغيب ، حِكَم بالغة وقصص واعظة ، إذا لاح لكِ زخرف الدنيا الفاني ، ونعيمها البراق الخادع ، تأتيكِ {أَصْحَابُ الْجَنَّةِ يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ مُّسْتَقَرّاً وَأَحْسَنُ مَقِيلاً }الفرقان24 . إذا أوذيتِ في سبيل الله تراءت لكِ {الم * أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ }العنكبوت2 إذا ضاقت عليكِ الدنيا بما رحبت وصد عنكِ القريب والبعيد ، سلوت بـ {قَالَ إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللّهِ وَأَعْلَمُ مِنَ اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ }يوسف86 ويخفف وطأته بل ويزيله حتى ما يبقى منه شيء ، قول أهل الجنة { وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ * الَّذِي أَحَلَّنَا دَارَ الْمُقَامَةِ مِن فَضْلِهِ لَا يَمَسُّنَا فِيهَا نَصَبٌ وَلَا يَمَسُّنَا فِيهَا لُغُوبٌ } سورة فاطر يسرح ذهنكِ إلى عهد الصحابة والنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم معهم ، فتتصورين حالهم وكأنكِ تنظرين إليهم ، {لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ }الفتح18 {وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ }الحشر9 بل يطير قلبكِ شوقاً لرؤيتهم ، حينها فتأملي قوله تعالى {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً }الأحزاب23 بل طريق الدعوة والتعليم ، يسليه ويصبره ، {وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا }الكهف28 إذا ضجرتِ من أمرِ أولادكِ أو أهلكِ بالصلاة وأحسستِ بالملل جاءتكِ {وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا }طه132 {وَكَانَ يَأْمُرُ أَهْلَهُ بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ وَكَانَ عِندَ رَبِّهِ مَرْضِيّاً }مريم55 فيتجدد نشاطكِ .. لعل الحديث استعذبكِ فازددتِ شوقاً لقراءته ، بل ، ستزدادين شوقاً لحفظه ، لكن قبل أن تذهبي لتقرئي وتحفظي تعطري بما قطفتِ لكِ من زهيرات هي مواقف لقاءاتٍ وحافظات : هذه قصة لإحداهن ، وفي المركب ركب كثير بحمد الله تعالى ، هي قصة لامرأة متزوجة ، ذات أولاد ، أرقها اجتماع عائلتها على القيل والقال وغير ذالك ، مما لا تسلم منه المجالس التي نحي عنها الخير وأبعد ، فكرت كثيراً كيف تجمع شتات هذه القلوب !! وهل يحتار من يريد الخير والهادي هو الله ، حينها قالت في نفسها : وأي شيء أعظم من كتاب الله ، هذا الكتاب الذي جمع الله به شتات العرب ، تآخى المهاجرون والأنصار والأوس والخزرج بسببه ، كتاب يهدي ولا يضل ، يجمع ولا يفرق ، حينها عزمت على جمعهن على مائدة القرآن ، وأنعم بها من مائدة ، وفي أول اجتماع طرحت هذا الموضوع على كبيرات الجمع ، فتحججن بأنهن اجتمعن للمؤانسة والمحادثة ، فراجعت نفسي ، حينها عاهدتها على عدم اليأس فكرت كثيراً ، فوجدت أن الأمهات مجبولات على حب من أحسن على صغارهن ، فعرضت عليهن في الاجتماع القادم افتتاح حلقةٍ لبناتهن الصغيرات ، رحبن بالفكرة ، ليأمنّ على الأقل إزعاجهن وعبثهن ولو لبعض الوقت ، جمعتهن مع إحضار بعض الجوائز ، حينها دفعت الأمهات إلي من هن أكبر سناً لتعليمهن القرآن ، وشيئاً فشيئا ، بدأ يكبرُ هذا الدرس قمتُ برعايته بحمد الله تعالى ، كما ترعى الأم وليدها ، رعيته طفلاً رضيعا ، فشاباً ، لكنه لن يشيخ بإذن الله تعالى ، مضى على هذا الدرس ما يقرب من ثمانية أعوام ، نجتمع عليه في الأسبوع مرة واحدة ، ولعلكم تتساءلون عن ثمرته بعد ذلك ، فإليكم شيئاً من ذلك : أربعون طالبة يدرسن من خلال حلق أربع تم تقسيمهن على مستويات ، حتى ليخيل للرائي والغريب عن ذلك الاجتماع أن ذالك الاجتماع مدرسة لتحفيظ القرآن بحمد الله تعالى ، لم ينته الأمر عند ذالك الحد ، بل كان من ثمار ذلك بحمد الله تعالى طالبتان حفظن من خلال هذه الحلقة أربعة عشر جزءاً ، وثلاث طالبات حفظن تسعة عشر جزءً ، والبقية الباقية ما بين ثلاثة أجزاء وأربعة وخمسة ، وكفى ثمرة لهذا الدرس أن الأمهات أصبحن يترنمن بجزء وجزأين في وقتٍ كُنَّ فيه لا يحسن الفاتحة . وما زالت هذه الأخت بحمد الله تعالى ترعى هذه النبتة بل وأضافت إلى ذالك درسٍ علمي لمدة نصف ساعة من كل أسبوع في ذالك الاجتماع بأحد طلبة العلم من محارمها ، ومازال المركب يسير تحفه عناية الله ورعايته ، يسير بثقةٍ واطمئنان ، في وسط الأمواج العاتية ، في وقتٍ تعاني فيه الأسر من الشتات والتفرق عن طريق الاجتماعات ، لا عجب ، هو القرآن ، ومن غير القرآن يستطيع أن يجمع تلك القلوب ويؤلف بينها !! فنحمد الله على ذالك ونسأله المزيد .. [/size][/justify] [hr][center] [size=21][color:3527=#ff0000]14 أمهاتنا والقرآن[/color][/size][/center] [justify][size=16] نشرت مجلة الدعوة قصتين لامرأتين كان من أمرهما عجبٌ ، الأولى : لامرأة كانت في السابعة والخمسين من عمرها ، بدأت بحفظ القرآن وعمرها خمسون سنة ، فقد ذهبت كما تقول هذه المباركة إن شاء الله تعالى ، لتسجيل بناتها في دار تحفيظ القرآن ، وقد لفت نظرها نساء كبيرات في السن يدرسن في هذه الدار ، فقررت الالتحاق بهذه الدار ومن ثم بدأت بالحفظ ، والعجيب أيها الإخوة والأخوات أن عندها في البيت كما تقول هذه الأخت ثمانية عشر فرداً هي تقوم على خدمتهم ولا خادمة لديها ، وكانت كما تقول : تستغل وقت الراحة لحفظ كتاب الله ، وكانت مما ساعدها على ذالك وصية معلمتها ، فكانت توصيها بقول الله تعالى : {وَاتَّقُواْ اللّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ }البقرة282 ثم تذكر أن القرآن كما تقول أعطاني قوة في البدن وبركةً في الوقت . وأعجبُ منها الأخرى ، فقد حفظت كتاب الله ، وعمرها أربعة وستون عاماً ، نعم ، أربعة وستون عاما ، تقول عن نفسها : كان والداي رحمهما الله تعالى من حفظة كتاب الله تعالى ، وقد حرصا على تعليمنا إياه منذ صغرنا ولاسيما الوالد لأنه كان مجيد للقراءة المجودة ، فكان في فترة الضحى والظهر يععلمنا القراءة ، ولما أصبح عمري اثني عشر عاما ختمت القرآن نظرا ، ثم واظبت على قراءته حسب ما أقدر عليه يوميا ، وبعدما تزوجت كنت أقرأ جزئين أو أكثر ولم أفرط في هذه المداومة حتى بعد أن أنجبت الأولاد وكثرت مسؤولياتهم ، فكنت أتحين الوقت الذي لا شغل لي فيه لأستغله بالقراءة ، كبر أبنائي وتزوجوا ، كنت أجلس كل يوم فترة الظهر أقرأ ، فلما رأت ابنتي اهتمامي ، أشارت علي أن أبذل جهدي لحفظ ما أقدر عليها ، فاعتبرت رأيها بمثابة النصيحة ، سعيت للعمل بها كما تقول ، وعلى إثرِ تلك النصيحة ، بدأت بالحفظ بحمد الله تعالى ، كنت أجلس ظهر كل يوم أقرأ سورة وأرددها في كل وقت ، وأقرأها في الصلاة ولا أنتقل منها حتى أحفظها تماماً ، بقيت على هذا أربع سنوات ، أتممت خلالها حفظ سبعة عشر جزءً ، وخلال هذه الفترة ، فتحت عندنا في الحي دار لتحفيظ القرآن الكريم ، فسجلت بها ، وراجعت عند المعلمة ما حفظت ، ثم واصلت الحفظ ، وخلال عامين أنهيت الأجزاء المتبقية منه ، نعم ، واجهتني بعض الصعوبات ، كصعوبة الحفظ لتقدم السن ، ولكنني لم أستكن ولم أمل أمام هذه العقبة ، فرجائي بالله واسع ، وقلبي كان منغرقاً بهذه الأمنية العظيمة ، وبفضله ومنته تحققت لي . وهل تظنون أيها الإخوة والأخوات أن همة هذه المرأة توقفت عند هذا الحد ، كلا ، فقد أصبحت كما تقول معلمة في المسجد تدرس نساء الحي طيلة أيام الأسبوع ، عدا يوم الأربعاء فهي تذهب إلى دار التحفيظ حتى تراجع حفظها عند المعلمات هناك ، حتى تقول هذه الأخت : لقد أخذ الحفظ والتدريس جل وقتي ولم أعد أخرج من البيت للزيارات إلا قليلا ، إذا كان هناك واجب لابد من تأديته كزيارة مريضة مثلا ، حتى تقول : وأظن أن هذا أمر طيب لأن مجالس النساء فارغة لا خير فيها ، ثم توجه نصيحتها للنساء قائلة : أوصيهن أن يوجهن اهتمامهن لكتاب الله عز وجل ففيها الخير الكثير . تعليق : لا أخفيكم سراً أنه تملكني شعور أن الأمة ما زالت بخير ، ووالله الذي لا إله إلا هو لقد وصل إلي عدد ليس باليسير من أخبار الحافظات ، فقلت في نفسي : أمة تتعلق مربية الأجيال فيها بكتاب ربها إنها لأمة خير ! أيتها الأم : لا يحولن بينكِ وبين كتاب ربك كبر ولا أولاد فقد سمعتِ من أخبار الكبيرات عجبا . ويا فتاة الإسلام : دونكِ هذه النماذج ، يا من تتحججين بسوء الحفظ ومشاغل الأولاد إن الخلاص كل الخلاص في التمسك بكتاب الله العظيم ففيه الفرج والمخرج ، مع سنة النبي صلى الله عليه وآله وسلم وصدق القائل حيث يقول : [/size][/justify] [center][size=16]وليس اغتراب الدين إلا كما ترى *** فهل بعد هذا الاغتراب إياب ولم يبقى للراجي سلامة دينه *** سوى عزلة فيها الجليس كتاب كتاب حوى كل العلوم وكل ما *** حواه من العلم الشريف صواب فإن رمت تاريخاً رأيت عجائباً *** ترى آدم إذ كان وهو تراب ولا قيت هابيل قتيل شقيقه *** يواريه لما أن أراه غراب وتنظر نوحى وهو في الفلك قد طغى *** على الأرض من ماء السماء عباب وإن شئت كل الأنبياء وقومهمُ *** وما قال كل منهُم وأجابُ وجنات عدن حورها ونعيمها *** ونار بها للمشركين عذاب فتلك لأرباب التقى وهذه *** لكل شقي قد حواه عقاب وإذ ترد الوعظ الذي إن عقلته *** فإن دموع العين عنه جواب تجده وما تهواه من كل منهل *** وللروح منه مطعم وشراب وإن رمت إبراز الأدلة في الذي *** تريد فما تدعوا إليه تجاب تدل على التوحيد فيه قواطع *** بها قطعت للملحدين رقاب وما مطلب إلا وفيه دليله *** وليس عليه للذكي حجاب وفيه الدواء من كل داء فثق به *** فوالله ما عنه ينوب كتاب يريك صراطاً مستقيماً وغيره *** مفاوز جهلٍ كلها وشعاب يزيد على مر الجليدين حدة *** فألفاظه مهما تلوت عذاب وآياته في كل حين طرية *** وتبلغ أقصى العمر وهي كعاب وفيه هدى للعالمين ورحمة *** وفيه علوم جمة وثواب[/size][/center] [justify][size=16]يا فتاة الإسلام : كوني كالأترجة ، لا أريدك أن تكوني كالتمرة ، وإنني أعيذك بالله أن تكوني كالريحانة أو الحنظلة ، تلك هي التي لا تقرأ كتاب ربها حينما هجرته ، واستبدلت ذالك بالمجلات الساقطة والروايات الهابطة ، حتى علا على قلبها الران فأصبحت لا تعرف معروفا ولا تنكر منكرا ، والله تعالى المستعان . [/size][/justify] [hr] | |
|
| |
sam مديرة المنتدى
عدد الرسائل : 534 الجاسوسه المفضله : سام - ليبرتي العمر : مرتاحه النقاط : 23894 تاريخ التسجيل : 17/08/2008
| موضوع: رد: بنات المملكة الثلاثاء أغسطس 19, 2008 9:45 am | |
| [size=21][color:eb86=#ff0000]قتيلة الأمة[/color][/size][justify][size=16] هذه مشاعر فتاة مهمومة ، أرقها ما تعانيه أمة الإسلام ، من قتل وتشريد في مشارق الأرض ومغاربها ، حيث تقول في رسالتها : بادئ ذي بدء أكتب لكم يا من تقرأون رسالتي فأقول : الوقائع ومداولة الأيام محك لا يخطئ ، وميزان لا يظلم ، ففي تقلب الدهر عجائب ، وفي تغير الأحوال مواعظ ، القوي لا يستمر أبد الدهر قويا ، والضعيف لا يبقى طول الحياة ضعيفا ، فهذا آدم عليه السلام تسجد له الملائكة ، ثم بعد برهة يخرج من الجنة ، وإبراهيم عليه السلام أراد به قومه كيداً فكانوا هم الأسفلين ، وأضرموا ناراً لحرقه ، فكانت برداً وسلاماً على إبراهيم ، نعم ، معاشر الإخوة ، إن من تأمل صروف الدنيا ورياح التغيير ، وأمواج التقلبات ، لا يفجع عند نزول البلاء ولا يفرح بعاجل الرخاء ، كم من أمة ضعيفة نهضت بعد قعود ، وتحركت بعد خمود ، وكم من قرية بطرت معيشتها فزالت من الوجود ، ذالك كلام جميل ، سمعته من أحد الدعاة ولولا مثل هذا لتمنيت الزوال من الوجود ... أنا يا قوم فتاة مهمومة ، لا على ثوب أفسده الخياط كما تصوروننا معاشر الرجال ، لكن حال أمة الإسلام أهمتني ، وقطعت نياط قلبي ن ذالك القلب يضطرب إذا أصيب المسلمون بنازلة ، يسكن ويخفق إذا تحقق للمسلمين انتصار ، أفرح بانتصار يحققه المسلمون ، كما يفرح أحدكم بقدوم مولود وغائب ، وأحزن لهزيمة المسلمين كما يحزن أحدكم لفقد حبيب أو قريب ، أنا أقوم وأنام على هم الإسلام والمسلمين وأصحو على ذلك ، دونكم شيئاً من مشاعري :شريط أحرق فؤادي ، هذا الشريط ليس شريطاً من أشرطة الرخص والخنا ، إنما هو شريط يمثل هموم أمة ، شريط يتحدث عن مأساة الشعب الشيشاني ، يصف مشاهد ويجسد جراحات عميقة ، بعمق جراحهم ومعاناتهم ، لقد قطع هذا الشريط نياط قلبي ، حتى ظللتُ أبكي بكاءً حاراً ، من أول الشريط لآخره ، حتى تورم وجهي وغارت عيناي فلو دخل داخل علي لقال : مات لها ميت ، وما يدري أنهم أموات لا ميت واحد ، ألسنا ممن قال فيهم النبي صلى الله عليه وسلم : ( مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضواً تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر ) ؟! دونكم شيئاً من مشاعري ... كلما شاهدت جثثاً جماعية لإخواننا في الدين ، رأيتها تغطى بنمرق ( بساط ) ذكرتني بنمارق تجلس عليها الشابات من طالبات الكليات ، يتجاذبن فيه أطرف الحديث الفارغ ، ويقضين الفراغ بالتفاهات إن لم تكن المحرمات ، ويتفلسفن بكل ما هو زيف من لون شعر ولون عينين وحركات مستعارة ، أنواع من الملاهي تجسد ذالك القلب اللاهي ، فكانت مقارنة حادة ، أحدثت جرحاً في قلبي ، فيا ليت صويحبات النمارق يوقظن ذالك القلب الفارغ ... دونكم شيئاً من مشاعري .. آلام سببها غلام ... محمد الدرة ، ذالك الغلام البريء ، فكلما شاهدت الفلم الذي يعرض بشاعة قتله ، قتلتُ قتله ، حتى إن ملذات يومي السابقة أجدها في خاطري تتكدر ، فإذا بها آية من فوق سبع سموات ، تخفف هذه اللوعة : {وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ }المدثر31 فحسبتُ أن هذه المشاعر التي شعرها العالم الإسلامي أجمع ، ما هي إلا جندٌ من جنود الله تعالى ، الذين أولهم بدءً من ذالك الغلام وآخرهم عندما ينطق الحجر . دونكم شيئاً من مشاعري ... فتاة فلسطينية رأيتها في شريط فيديو تساق كالنعجة أمام علجين يهوديين ، وكنتُ أفهمُ مشاعرها ، لأنها مهما يكن امرأةٌ مثلي ، تمشي منهارة المعنويات والقرى ، ثم نظرت إلى الصورة ، فاجتمع فيها ضعف المرأة وقهر الرجال ، ومذلة الموقف ، فصرختُ صرخةً أبكتني طويلاً وأحدثت جرحاً عميقاً في قلبي ، وذكرتني بقول الشاعر:[/size][/justify] [center][size=16]رب وا معتصماه انطلقت *** ملأ أفواه الصبايا اليتم لامست أسماعهم لكنها *** لم تلامس نخوة المعتصم[/size][/center] [justify][size=16]دونكم شيئاً من مشاعري ... تفرحني وتحزنني ... عيني في قحطٍ على كل أمرٍ من أمور الدنيا لكنها عندما يخص الإسلام ، مدرارٌ بفضل العزيز الغفار ، كم تفرحني انتصارات الإسلام ، وتدخل السرور إلى نفسي ، وكم تحزنني أمور الخذلان للأمة ، دعواتي في صلاتي دونما أشعر ( اللهم أعز الإسلام والمسلمين ، واخذل الشرك والمشركين ) ، أنا يا قوم أعيش بحمد الله في أمنٍ وأمان ونعمة ، ولكنني والله الذي لا إله إلا هو قتيلة الأمة .... [/size][/justify] [hr][center] [size=21][color:eb86=#ff0000]16 لن تموت أمة فيها مثل هذه ...[/color][/size][/center] [justify][size=16] كم نستعذب الحديث عن الدعوة إلى الله تعالى ، وكم نأسى على ذلك ، تستعذب ذلك لأن الدعوة طريق الأنبياء ، ولما لا وفيها حياة الأمة ، ونأسى على ذالك لقصور الأمة في هذا الجانب ، ولكن مع ذالك فالبشائر تلوح في الأفق ، ولم لا ورحم الأمة ولود بحمد الله تعالى ، نعم ، تلك البشائر تلوح في الأفق في وقت ضعفت الكواهل عن حمل التكاليف ، واستثقلت أعباء المجد ، وغلبتها سنة من النوم والكسل ، ومع ذالك فأمة الإسلام أمة لا تموت أبدا ، أما لماذا ؟! فلأن رسالة هذه الأمة وحي من السماء ، وليست وحي الجوع والمطامع ، أوحاها ربنا الذي خلق الموت والحياة ، وجعل الظلمات والنور ، وكان مما أوحى إلينا : {وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ }آل عمران104 ولا يمكن أن يتحقق هذا النداء إلا بأمة داعية تستشعر الخير وتعمل من أجله ، بل وتضحي بكل غالٍ ونفيس من أجل ذالك ، نعم أيها الكرام ، لعل من سر عظمة الإسلام ، هذه البشائر التي تلوح في الأفق بين الفينة والأخرى ، ولنقرأ شيئاً من ذلك من خلال قصة هذه الفتاة وقد وقفت على فصولها ، بعد أن كتبت لي إحدى الأخوات عن قصتها حيث تقول : هي فتاة من الفتيات الصالحات المصلحات ، نحسبها كذلك ولا نزكي على الله أحدا ، تحمل هم الدعوة إلى الله تعالى معها في كل مكان ، فهي لا تنفك عن الدعوة إلى الله على كل حال ، تتألم لواقع أمتها ، هذه الفتاة تقدم لخطبتها شاب معه زوجة أخرى لكنها مريضة ، تذكر هذه الأخت : أنها مترددة ليس بسبب أنه معه زوجة أخرى ، بل هي تطمع بالمعدد لتتفرغ في بعض الأيام للدعوة إلى الله تعالى ، وإنما الذي جعلها تتردد هو أنها تطمع أن تشاركها في زوجها أختٍ لها في الله تعالى فتسير معها جنباً إلى جنب في الدعوة إلى الله تعالى بل تذكر عنها هذه الأخت أنها تقول : والله إني جعلت هذه الأخت هدفاً أسعى لخطبتها لزوج المستقبل إن شاء الله تعالى ، ليست هي والله عواطف ، وإنما هو هم أحمله على عاتقي ، وأنا أعي ما أقول ، والله لطالما رددت قول الله تعالى : { وَاجْعَل لِّي وَزِيراً مِّنْ أَهْلِي * هَارُونَ أَخِي * اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي * وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي * كَيْ نُسَبِّحَكَ كَثِيراً * وَنَذْكُرَكَ كَثِيراً * إِنَّكَ كُنتَ بِنَا بَصِيراً * قَالَ قَدْ أُوتِيتَ سُؤْلَكَ يَا مُوسَى } وأرجو الله تعالى أن يتحقق ذلك لي ، ما تحقق لموسى بقوله : { قَالَ قَدْ أُوتِيتَ سُؤْلَكَ يَا مُوسَى } نعم والله ، أريدها معينة لي على الدعوة ، وأريد أن أعينها على الدعوة إلى الله تعالى . ثم تقول هذه الأخت : إن هذه الأخت حدثتني أن صديقتها رأت فيّ رؤيا مرتين متتاليتين وقد سألت عنها من يجيد تعبير الرؤى ، فحاول أن يعمي علي ، فقلت أسألك وأجبني ، أتعبيرها كذا وكذا ، وهو ذالك الهم الذي أحمله ، قال : نعم ، قلتُ : ولما لم تصارحني ، قال : كنت أخشى من التفريق بينكما ، فقلت في نفسي : عن هذا كنت أبحث ، انتهى ما كتبته هذه الأخت وفقها الله تعالى .. تعليق : لقد أردت أن أعبر عن هذا الموقف فأعجم لساني عن البيان ، غير أني قلت : لن تموت أمة فيها مثل هذه النماذج !! [/size][/justify] [hr] | |
|
| |
sam مديرة المنتدى
عدد الرسائل : 534 الجاسوسه المفضله : سام - ليبرتي العمر : مرتاحه النقاط : 23894 تاريخ التسجيل : 17/08/2008
| موضوع: رد: بنات المملكة الثلاثاء أغسطس 19, 2008 9:45 am | |
| [size=21][color:34ad=#ff0000]17 قليلة المتاع كثيرة البركة[/color][/size][justify][size=16] ما أجمل الحديث عن الدعوة إلى الله تعالى ، وما أحلى السير في ركابها ، دونكم ما كتبته إحدى الأخوات عن قصة امرأة أشرب قلبها حب الدعوة إلى الله تعالى حيث تقول : عنوان رنان ، وصدر لقصيدة حزينة اجترتها أوتار المفسدين ، وعزفت ألحانها أقلام العلمانيين ، وتراقصت أمامها طوابير المنهزمين ، إنها صورة المرأة اللاهية العابثة ، التي ما إن يقرّ قرارها في البيت ، حتى تطير مرة أخرى لاهثة خلف الحطام ، وقد خلفت وراءها أسرة متداعية الأركان ، متراكبة الأحزان ، قد أسلمت قيادها لامرأة غربية ، أسمتها الخادمة ، أو صورة لهالكة أخرى جعلت من نفسها غرض النظرات ، وهدفاً رخيصاً في كل المجلات ، طمرت معالم وجهها تحت ركام الألوان ، وأخذت في كل وادٍ تهيم بلا عنوان ، تبحث عن مجدها المفقود وعزها المؤود ، وما باءت إلا بهوان . رويدكم يا بني قومي ، ليست هذه من أعني ، وليست هي من أريد ، هذه الصورة التي تقدم لنا من خلال الأشرطة والمحاضرات ، لا تمثلنا معاشر النساء الفضليات ، لستُ ممن يلقي القول جزافاً ، فهمتنا للخير عالية .. ودونكم شيئاً من أخبارنا .. هي قصة لامرأة أعرفها تمام المعرفة ، هي امرأة لكنها ليست كالنساء ، الكادحات الكالحات ، بل ملكة متوجة ، خريجة قسم أصول الدين من جامعة الإمام محمد بن سعود رحمه الله تعالى ، وهي متزوجة ، تدير شؤون مملكتها بنفسها ، ترعى حق الله تعالى ، وحق زوجها وأهله ، تقوم على خدمتهم وترعى شئونهم صابرة محتسبة ، تقوم بأعباء المنزل ولا خادمة ، مع قيامها بحق أم زوجها المسنة ، لكن ،لم يهنأ لها بال وهي ترقب السالكين والسالكات في طريق الدعوة إلى الله تعالى ، نعم ، كانت ترقبهم بطرف حزين ، نعم ، لم يكن ليهنأ لها بال وهي لم تدلُ بدلوها بين دلاء الداعيات إلى الله تعالى ، لتأخذ على إثر ذلك نصيبها من الخير ، كانت تحاول أن تجد لها موضعا ، فما كانت لترضى العيش في الأسافل دون الأعالي يتراوح لها قول الشاعر : [/size][/justify] [center][size=16]وما للمرء خير في حياة *** إذا ما عد من سقط المتاع[/size][/center] [justify][size=16]ولكن هذه الرغبة اصطدمت برفض زوجها لخروجها إلى ميادين الدعوة على اختلافها ، لكن ما زال الهم في قلبها يكبر ويكبر مع مرور الأيام ، فعزمت على المضي على شق الطريق مهما توغل في الوعورة ، لكن مع رضا زوجها ، وفكرةً بعد فكرة ، وخاطرةً بعد خاطرة ، ومع الدعاء والتضرع هداها الله عز وجل إلى فكرةٍ وضاءة تجمع فيها بين رضا خالقها ورضا زوجها ، إنها الدعوة بالمراسلة ، هي وسيلة لا تحتاج إلى كبير جهد ، ومع ذالك فهي عظيمة النفع والأثر ، ولكن تصدت لفكرتها عقبة كؤود كادت تتهاوى عليها قوارب الأحلام ، إنها المادة عصب الحياة ، من أين لها تأمين مستلزمات هذه الرسائل ، مع قيمة إرسالها ؟ لكن العبد إذا صدقت نيته صدقه الله تعالى :[/size][/justify] [center][size=16]أرى نفسي تتوق إلى أمور *** وتقصر دون مبلغها بعض حالي فنفسي لا تتطاوعني ببخلٍ *** ومالي لا يبلغني المعالي[/size][/center] [justify][size=16]ثم عادت إلى التفكير والدعاء مرة أخرى ، فطريق الأنبياء تريده بأي ثمن ، حينها تذكرت قصة أم المساكين ، التي قالت عنها عائشة رضي الله تعالى عنها : " كانت صناع اليدين تعمل بيديها وتتصدق " فاتخذت من صنع يديها عملاً يدر عليها ربحاً وإن قل ، فالشأن كل الشأن في البركة ، حينها توصلت إلى ما تحتاجه ، فهي تحتاج إلى جهاز للحاسب الآلي ، مع طابعته ، وآلة تصوير ، وجهاز للفاكس ، ولكن من أين ذلك ؟؟ فتأملت ذهباً عندها ، ووجدت أن قيمته يكفي بعض ما تحتاجه ، فكلمت زوجها بذالك فأكمل لها المبلغ مع قلة ذات اليد ، حينها بدأت بطباعة بعض الرسائل ، مقابل مبلغ مادي تتقاضاه ، ثم تستثمر ثمن ذالك في الدعوة إلى الله عز وجل ، وكان من نتاج ذالك مئة وعشرون رسالة دعوية ، تحصلت على عناوينها من خلال إذاعة القرآن الكريم ، تتراوح هذه الرسائل ما بين مطوية وكتب صغيرة ومتوسطة تتعلق بموضوعات العقيدة الصحيحة ، وهي ما كانت تحرص عليه ، ثم هي مع ذلك تقوم بشراء بعض الكتيبات من مكاتب توعية الجاليات وتقوم بنشرها على الطبيبات والممرضات في المستوصفات والمستشفيات ، حتى أخذت رسائل المسترشدين تتوافد على غرفتها الصغيرة ، فهذا يطلب مصحفاً وآخر كتاباً وآخر مطوية ، كان جهد المقل ، مع ذلك فكم أحيا الله بهذا العمل اليسير قلوباً غافلة ، وأنار بصائر مستغرقة ، كانت رسائل خير ونور رائعة ، وأروع منها اليدان اللتان قد متهما وصاغتهما أحرفاً من نور تضيء للسالكين الطريق .. وتواصل الأخت حديثها قائلة : هذا هو الجهد وإن قل ، فالدين ينصر بنا أو بدوننا ، فإن بذلنا أصبنا العزة ، وإن منعنا أخذنا بالهوان وكل واحد منا على ثغرٍ من ثغور الإسلام . [/size][/justify] [hr] | |
|
| |
sam مديرة المنتدى
عدد الرسائل : 534 الجاسوسه المفضله : سام - ليبرتي العمر : مرتاحه النقاط : 23894 تاريخ التسجيل : 17/08/2008
| موضوع: رد: بنات المملكة الثلاثاء أغسطس 19, 2008 9:46 am | |
| [size=21][color:4d69=#ff0000]الخاتمة[/color][/size][justify][size=16] وبعد إيراد هذه القصص يحق لكل واحدٍ منا أن يتساءل : بأي شيء بلغت هؤلاء النسوة هذا المبلغ ؟! يحق لكِ أيتها الفتاة أن تسألي هذا السؤال ، أعرف ما يجول في خاطركِ وكأنكِ تقولين : كيف بلغن هذا المبلغ ؟؟ هن فتيات مثلي ، لطالما تمنيت أني أكون مثلهن ، نعم ، مازال نداء الفطرة يناديني ، يصرخ في أعماقي ، أسمع هذا النداء بوضوح ، ألتفتُ إلى هذا الصوت ، لكن حجب الغفلة كثيفة ، أريد أزالته ، حتى أرى صاحبة النداء لأرجع إليها . ما أروعكِ أيتها الفتاة الصالحة ، نعم أقول ذلك وأنا الفتاة المتبرجة ، وأنا المعاكسة ، وأنا التي استبدلت كتاب ربها بأصوات الناعقين والناعقات ، أنا الشاردة عن الله أقولها بملئ فمي ، ما أروعكِ أيتها الخيرة .. كنتُ أراك رمزاً رائعاً وما زلت أصدقكِ القول فقد ازددت في عيني رفعةً ومكانة ، حينما سمعتُ شيئاً من خبركِ ، كم أنا بحاجة إليكِ ، مدي إلي يدك لتسلكِ بها سبيل النجاة ، أحس الآن بانكشاف حجب الغفلة ، فقد وجدت الصوت فهيا بارك الله فيك دليني على طريق الخير لأسلكه ، لا وقت للتأخير والتسويف . حينها يأتيها الجواب من الخيرة الصالحة : أخيتي : إن طريق ذلك المجاهدة ، ألم تسمعي إلى قول الله تعالى : {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ }العنكبوت69 نعم أخية ، يعجبنا كغيرنا بهرج الحياة الدنيا ، وزينتها ، لكننا آثرن ما عند الله على الحياة الفانية ، نعم أخية ، نحن في هذا الزمن أحوج ما نكون إلى المجاهدة ، عدة الجهاد ليست مدافع ولا طائرات ، بل عدة ذالك سلاح الإيمان ، به نقاتل ونصول ونجول ، به نكر ونفر ، لسنا يا أخية ممن يتولى يوم الزحف ، إلا لنتحرف إلى قتال أو لنتحيز إلى فئة . أعداءنا كثر ، إبليس والهوى والنفس وشياطين الإنس والجن ، يا أخية ، هيا احملي السلاح ، قد تقولين أي سلاح !! فأقول لكِ ، هو في نداءاتي لكِ فأرعني سمعكِ يا رعاك الله تعالى .. حينها يأتيها الجواب مرة ثانية : إن طريق ذالك القرآن يا أخية ، فهو حبل الله المتين والنور المبين ، من تمسك به عصمه الله تعالى ، ومن اتبعه أنجاه الله تعالى ، ومن دعا إليه هدي إلى صراط مستقيم ، نعم ، إنه يزرع الإيمان ، ويزكي النفس، إنها آيات تنزل برداً وسلاماً على قلب المؤمن ، فلا تعصف فيه فتنة ، حينها يطمئن القلب بذكر الله تعالى ، إنه يرد على الشبهات التي يثيرها أعداء الإسلام من الكفار والمنافقين ، نعم ، إذا هممت بإطلاق نظري إلى الحرام ، وإذا القرآن رباني بقوله تعالى {وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ }النور31 وإذا هممت بسماع رقية الشيطان ، إذا القرآن يُربيني بقوله {وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ }لقمان6 وإذا هممت بالخضوع بالقول ، إذا القرآن يُربيني : { فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ }الأحزاب32 وإذا هممت بالغيبة ، فإذا القرآن يُربيني : { وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضاً }الحجرات12 وإذا تقاعست عن قيام الليل ، وإذا القرآن يهز أعماق قلبي بوصف ربي لعباده المؤمنين {كَانُوا قَلِيلاً مِّنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ * وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ }الذاريات17 18 حينها أهب من فراشي لمناجاة الله تعالى ، كنت أقرأ في وصف الجنة فيطير قلبي شوقاً إليها ، وكنت أقرأ في وصف النار فيطير قلبي فزعاً منها ، لا تعجبي من ذالك إنها تربية القرآن ، فقولي لي كيف حالكِ مع القرآن يا أخية ؟! ثم يأتيها الجواب مرة ثالثة : إنه طريق ذلك الدعاء ، نعم ، فالدعاء أكرم شيء على الله تعالى ، هو طريق إلى الصبر في سبيل الله تعالى ، وصدق في اللجأ وتفويض الأمور إليه والتوكل عليه . يا أخية : كيف حالكِ مع الدعاء ؟ إن هذه العبادة سهلة ميسورة مطلقاً ، ليست بمقيدة بمكان ولا زمان ولا حال ، وإن كانت تتأكد في بعض الأوقات وفي بعض الأماكن ، فالدعاء في الليل والنهار وفي البر والبحر والجو ، والسفر والحضر ، وحال الغنى والفقر ، والمرض والصحة ، والسر والعلانية ، فالدعاء وأي والله وظيفة العمر ، وهي مع المسلم في أول منازل العبودية ، وأوسطها وآخرها ، ليعيش العبد دائماً في حال الالتجاء والافتقار لخالقه ومولاه سبحانه وتعالى ، وملازمة الدعاء أخذ بأسباب رفع البلاء ، ودفع الشقاء ، كما قال تعالى : { وَأَدْعُو رَبِّي عَسَى أَلَّا أَكُونَ بِدُعَاء رَبِّي شَقِيّاً }مريم48 يا أخية : كم من بلاء رُدَّ بسبب الدعاء .. وكم من مصيبة كشفها الله بالدعاء ، وكم من ذنب ومعصية غفرها الله تعالى بالدعاء ، فهو حرز للنفس من الشيطان ، وترس لرد الصعاب ، وقد قال تعالى { وَلْيَأْخُذُواْ حِذْرَهُمْ وَأَسْلِحَتَهُمْ }النساء102 يا أخية : ما أحوجنا فيه إلى الدعاء في وقت كثرت فيه الفتن وادلهمت ، يا أخية : يا من شردتِ عن الله تعالى ، قد تقولين دعوت فلم يستجب لي ، فأقول لكِ ، نحن ندعو الله في كل كرب ثم ننساه عند كشف الكروب :[/size][/justify] [center][size=16]كيف نرجو إجابة لدعاء *** قد سددنا طريقها بالذنوب[/size][/center] [justify][size=16]ثم يأتيها الجواب مرة رابعة ، يا أخية : إنه الموت .. وكفى بالموت واعظاً و زاجراً : [/size][/justify] [center][size=16]إن الحبيب من الأحباب مختلس *** لا يمنع الموت بواب ولا حر فكيف تفرح بالدنيا ولذتها .. *** يامن يعد عليه اللفظ والنفس أصبحت يا غافلا في النقص منغمسا *** وأنت دهرك في اللذات منغمس لا يرحم الموت ذا جهر لغرته *** ولا الذي كان منه العلم يقتبس[/size][/center] [justify][size=16]يا أخية : إن الأمر أكبر مما تتصورين ، نعم ، وبعد هذا القبر ، وبعد ذلك الحشر ، ثم الحساب والصراط ، ثم لا ندري إلى أي الدارين نسير ، يا أخية هذا هو طريقنا فهيا جاهدي واصبري ، والجأي إلى الله بالدعاء ، وابتعدي عن مواطن الفتن والمنكرات ، وتذكري الموت لا يغيب لكِ على بال ، ما زالت يدي في يدكِ ، لن أدعكِ ما حييت بإذن الله تعالى . هذا هو الذي أوصلني لهذا أيتها المباركة ، لم يأت ذلك من فراغ ، بل كان ذلك ثمرة صبر ومجاهدة ومكابدة ، فلقد علمت أن الجنة حفت بالمكاره ، وأن النار حفت بالشهوات ، فيا غيوم الغفلة تقشعي ، ويا قلوب المشفقين اخشعي ، و يا جوارح المتهجدين اسجدي لربك واركعي ، وبغير جنان الخلد أيها الهمم العالية لا تقنعي ، فطوبى لمن أجاب وأصاب ، وويل لمن طرد عن الباب . يا أخية : ألا إنما الدنيا بقاؤها قليل ، وعزيزها ذليل ، وغنيها فقير ، شابها يهرم ، وحيها يموت ، أين سكانها الذين بنوا مرابعها .. وشققوا أنهارها .. وغرسوا أشجارها .. وأقاموا فيها أياماً يسيرة ، وغرتهم بصحبتها ، وغروا بنشاطهم ، فارتكبوا المعاصي ، حدثيني ما صنع التراب بأبدانهم ؟.. والرمل بأجسامهم ؟.. والديدان بأوصالهم ولحومهم وعظامهم ؟..
[/size][color:4d69=#ff0000]-----------------------------[/color][size=16] [1] - وقد نشرت هذه القصة في مجلة حياة [/size][/justify] | |
|
| |
لمار جاسوسه مميزة
عدد الرسائل : 88 الحاله : حلووة الجاسوسه المفضله : سام العمر : جيد النقاط : 23768 تاريخ التسجيل : 18/08/2008
| موضوع: رد: بنات المملكة الأربعاء أغسطس 20, 2008 10:27 am | |
| | |
|
| |
sam مديرة المنتدى
عدد الرسائل : 534 الجاسوسه المفضله : سام - ليبرتي العمر : مرتاحه النقاط : 23894 تاريخ التسجيل : 17/08/2008
| موضوع: رد: بنات المملكة الأربعاء أغسطس 20, 2008 11:21 am | |
| | |
|
| |
ساكورا هارنو مشرفه قسم النكت
عدد الرسائل : 279 الجاسوسه المفضله : كلوفر العمر : مستانسه النقاط : 23760 تاريخ التسجيل : 20/08/2008
| موضوع: رد: بنات المملكة الخميس أغسطس 21, 2008 5:35 am | |
| جزاك الله خيرا وما اطيب هذا الكلام | |
|
| |
sam مديرة المنتدى
عدد الرسائل : 534 الجاسوسه المفضله : سام - ليبرتي العمر : مرتاحه النقاط : 23894 تاريخ التسجيل : 17/08/2008
| موضوع: رد: بنات المملكة الخميس أغسطس 21, 2008 7:37 am | |
| | |
|
| |
كلوفر مشرف عام
عدد الرسائل : 27 النقاط : 23744 تاريخ التسجيل : 24/08/2008
| موضوع: رد: بنات المملكة الثلاثاء سبتمبر 09, 2008 6:33 am | |
| ما شاء الله عليك دائماً متألقه في مواضيعك | |
|
| |
sam مديرة المنتدى
عدد الرسائل : 534 الجاسوسه المفضله : سام - ليبرتي العمر : مرتاحه النقاط : 23894 تاريخ التسجيل : 17/08/2008
| موضوع: رد: بنات المملكة الأربعاء أكتوبر 01, 2008 7:24 pm | |
| حياك الله وانتي مرورك متألق | |
|
| |
بنت ناس كلي الماس جاسوسه مميزة
عدد الرسائل : 94 النقاط : 23508 تاريخ التسجيل : 25/10/2008
| موضوع: رد: بنات المملكة الإثنين أكتوبر 27, 2008 12:11 pm | |
| | |
|
| |
sam مديرة المنتدى
عدد الرسائل : 534 الجاسوسه المفضله : سام - ليبرتي العمر : مرتاحه النقاط : 23894 تاريخ التسجيل : 17/08/2008
| موضوع: رد: بنات المملكة الإثنين أكتوبر 27, 2008 3:28 pm | |
| | |
|
| |
اشلي الدلوعه جاسوسه مميزة
عدد الرسائل : 91 الحاله : كول على طول الجاسوسه المفضله : كلوفر العمر : 12 النقاط : 23762 تاريخ التسجيل : 21/08/2008
| موضوع: رد: بنات المملكة الإثنين ديسمبر 08, 2008 8:44 am | |
| يسلموووووووووووووو يسلموووووووووووووو | |
|
| |
P!NKY G!RL جاسوسه بدأت بقوة
عدد الرسائل : 20 الجاسوسه المفضله : اَلَِيِـِـڪسَ النقاط : 23027 تاريخ التسجيل : 20/02/2009
| موضوع: رد: بنات المملكة الجمعة فبراير 20, 2009 1:58 am | |
| [color:3a08=orange]مشڪوره ياعسوله ع الجهد الاڪثر من رآئع
ولآ تحرمينا من آبداعڪ [/color] | |
|
| |
sam مديرة المنتدى
عدد الرسائل : 534 الجاسوسه المفضله : سام - ليبرتي العمر : مرتاحه النقاط : 23894 تاريخ التسجيل : 17/08/2008
| موضوع: رد: بنات المملكة الجمعة أبريل 10, 2009 10:08 am | |
| | |
|
| |
ماسة الحب جاسوسه بدأت بقوة
عدد الرسائل : 35 الحاله : طالبة الجاسوسه المفضله : سام العمر : 14 النقاط : 22492 تاريخ التسجيل : 18/07/2009
| موضوع: رد: بنات المملكة السبت يوليو 18, 2009 6:36 pm | |
| | |
|
| |
| بنات المملكة | |
|